هل أدلك على باب التوبة؟
رسالة إلى كل مسلم ومؤمن يريد التوبة والرجوع إلى الله مغفور له ممحى الذنوب إن شاء الله.
من الجدير ذكره في مستهل حديثنا عن الدعوة على التوبة وأهميتها لكل مسلم ومسلمة الحاجة إلى التوبة تعادل الحاجة إلى مقومات الحياة لدى الإنسان على مستوى الفرد والجماعة إن لم تزد, فإذا كان الهواء والماء والطعام تشكل الحياة المادية للإنسان ليمارس حركته أياً كانت في الوجود؛ فإن التوبة هي تجديد وتجدد لهذه الحياة وتنشيط لها في الجانب الإيجابي لحركة الحياة وتزيد عليها أنها تطّلع إلى ما بعد الحياة الدنيا, من هنا نلمح السر في التعقيب بالفلاح في قوله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها لمؤمنون لعلكم تفلحون} فالفلاح مطلق عن قيود ومحددات الزمان والمكان في الدنيا والآخرة.
فنجد أن الله الرحمن الرحيم الملك العدل يأمر عباده أن يتوجهوا إليه بالتوبة في أمر مباشر سبع مرات من مجموع 87 مرة عدد ورود "التوبة" في القرآن بصيغ واشتقاقات مختلفة. وفي سورتي النور والتحريم يأتي الأمر المباشر للمؤمنين بالتوبة.
ومن الجدير بالذكر ضمن هذا الإطار أن الله لا يرد توبة من عبده إذا أقبل عليه بصدق مهما بلغ ذنبه كثرة وحجماً.
ومما لا شك فيه أننا نجد الله يغفر الشرك لمن تاب عنه وأناب وعمل صالحاً {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طه82] .
وقال تعالى: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التوبة5].
ومما دعاني الآن كي أقدم على ذلك العمل أن الله سبحانه وتعالى قد فتح باب التوبة للجميع سواء كان مسلم أو غير مسلم وسواء كان مذنب أم غير مذنب وقد أسلفت من الأدلة ما يثبت أن الله يتقبل التوبة من الجميع ولعل هذه الرسالة المبسطة تكون سبباً في دعوة صادقة إلى توبة نصوح لمن يقرأها, وليوفقنا الله إلى ما يحبه ويرضاه.